مدخل إلى تسيير الموارد البشرية: دليل شامل للمفاهيم الأساسية، الأهداف، والأنشطة
أهلاً وسهلاً بكم متابعينا الأعزاء في مقال جديد ضمن سلسلة مقالاتنا حول إدارة الموارد البشرية. في هذا المقال، سنقدم لكم مدخلاً شاملاً إلى عالم تسيير الموارد البشرية، حيث سنتناول المفاهيم الأساسية، والأهداف الرئيسية، وأهم الأنشطة التي تضطلع بها هذه الوظيفة الحيوية في المنظمات والمؤسسات. سواء كنتم طلابًا في مجال إدارة الأعمال أو الموارد البشرية، أو موظفين تسعون لتطوير مهاراتكم، أو حتى مهتمين بهذا المجال، فإن هذا المقال سيوفر لكم فهمًا عميقًا وشاملاً لأهمية إدارة الموارد البشرية ودورها في نجاح المنظمات.
أولاً: مفهوم تسيير الموارد البشرية
قبل الخوض في تفاصيل وظيفة تسيير الموارد البشرية، لابد أن نبدأ بتحديد المفاهيم الأساسية:
- تعريف التسيير: يعني تنظيم الجهود الفردية والجماعية لتحقيق أهداف محددة بكفاءة وفعالية. كما يشير إلى تنظيم مسار لاتخاذ قرار يحل مشكلة معينة في الوقت المناسب وفي أحسن الظروف.
- تعريف الموارد البشرية: هي جميع الأفراد الذين يعيشون في مجتمع ما، وتشمل العاملين، العاطلين، والخارجين عن قوة العمل. ويقصد بها أيضًا جميع الناس الذين يعملون في المنظمة (رؤساء ومرؤوسين) والذين جرى توظيفهم لأداء نشاطات وأعمال المنظمة.
- تعريف تسيير الموارد البشرية: هي مجموعة الأنشطة التي تهدف إلى إدارة مواهب وطاقات الأفراد للمساهمة في تحقيق أهداف المنظمة، وتسمح بوضع الموارد البشرية المتوفرة حسب الاحتياجات، وتعمل على تطوير كفاءة الأفراد وتحقيق الأداء الأمثل.
ثانيًا: أهداف تسيير الموارد البشرية
تهدف وظيفة تسيير الموارد البشرية إلى تحقيق أربعة أنواع رئيسية من الأهداف:
- الأهداف الوظيفية: تتضمن جذب المرشحين المؤهلين، والحفاظ على العاملين ذوي الأداء المرضي، وزيادة دافعية العمال، واستثمار العاملين بشكل كامل.
- الأهداف التنظيمية: تركز على تنمية إنتاجية العمل، تحسين ظروف العمل، وضمان احترام القوانين والإطار القانوني.
- الأهداف الاجتماعية: تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية والأخلاقية، والاستجابة لمتطلبات واحتياجات المجتمع، وتقدير حجم الآثار السلبية للمنظمة.
- الأهداف الشخصية: تعمل على تحقيق الأهداف الشخصية للعاملين، وحمايتهم، وتنمية قدراتهم، وتحفيزهم على العمل والإنتاج.
ثالثًا: أهمية تسيير الموارد البشرية
تكتسب إدارة الموارد البشرية أهمية بالغة في المنظمات الحديثة، وذلك للأسباب التالية:
- النجاح مرهون بالعنصر البشري: حيث أن العنصر البشري هو العامل الرئيسي لزيادة الإنتاج وتحقيق أهداف المنظمة.
- أفضل استثمار هو في الموارد البشرية: يتطلب تحسين أداء الموارد البشرية تبني أسلوب إنساني في التعامل مع الموظفين، وإشباع حاجاتهم، وتحفيزهم، وإشراكهم في اتخاذ القرارات.
رابعًا: نشاطات تسيير الموارد البشرية
يمكن جمع نشاطات تسيير الموارد البشرية في خمسة نشاطات رئيسية، وهي:
- حيازة الموارد البشرية: وتشمل تخطيط الموارد البشرية، والتوظيف، والاختيار، والإدماج.
- المحافظة على الموارد البشرية: وتشمل الأجور والتعويضات، وتقييم الوظائف وتقييم الأداء.
- تنمية وتطوير الموارد البشرية: وتشمل التكوين، وتسيير المسار المهني.
- تنشيط الموارد البشرية: وتشمل الاتصال، وملاءمة مناخ العمل.
- مفاوضات الموارد البشرية: وتشمل العلاقات المهنية، والانضباط، وتسيير منازعات العمل.
خاتمة: في هذا المقال، قدمنا لكم مدخلًا شاملاً إلى عالم تسيير الموارد البشرية، وتعرفنا على المفاهيم الأساسية، والأهداف الرئيسية، وأهم الأنشطة التي تضطلع بها هذه الوظيفة الحيوية في المنظمات. إن تسيير الموارد البشرية هو عملية معقدة ومتكاملة تهدف إلى تحقيق أهداف المنظمة من خلال إدارة وتنمية العنصر البشري بشكل فعال. نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساهم في زيادة فهمكم لأهمية هذه الوظيفة ودورها في نجاح المنظمات. تابعونا في المقالات القادمة لمزيد من التفاصيل حول هذا المجال.